أتعاقبني لحبي ؟!

تدوينة بقلم آية إبراهيم يوم الجمعة, نوفمبر 18, 2016
"أتمني أن أحب .. والأهم أن أُبادل بهذا الحب وأكثر"
هكذا قالتها صديقة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة ...


أمنية جعلتني أتساءل عن الوعود المرسلة .. والأمنيات البعيدة التى نتمناها 
كم تمنى كل منا أمنية .. وقطع وعوداً علي نفسه اذا ماتحققت 
نتذكر الشغف .. الأمل .. الحلم والطموح
نتذكر لمعة عيوننا ونحن نتخيل ونرسم كيف ستكون حياتنا مع من نحب
كيف سنبذل له كل غالي ونفيس ،، كيف ستصبح حياتنا وروداً 
كيف سنهاتف بعضنا بالمئة مرة يومياً ،، وسنتحدث بالساعات ، و كيف لن نمّل مشاركة تفاصيل يومنا سوياً 
كيف ستكون حياتنا سلسلة من الحب والاهتمام والتقدير المتبادل


ولكن عفواااا أنت كاذب حتى في خيالك 
عفوااا أنتِ كاذبة حتى في أحلامك 
إنها كذبة البدايات 
فلن تقدّر شىء ، ولن ترى شىء 
مهلاااا .. قبل أن تتجهم وتعتبرها إهانة غير مبررة بل مجحفة تماماً
فكيف لي أن أحكم علي مستقبل .. علي مجهول .. علي نوايا!
ياسيدى وياسيدتي .. هذه لن تكون قصتكم الأولى لننتظر المستقبل لنعرف نتائجها 
فلديك من قصص الحب الملحمية الكثير .. والتى تقابلها بالفتور أحياناً وبالغضب أحيان أخرى 
نعم رأيتكم تتعاملون مع من يحبكم بجفاء 
تتعاملون مع قلقهم ،واهتمامهم وسؤالهم المتكرر عنكم بغضب ونفور 
رأيتكم تسخرون من المغالاة فى حبكم وفى الاهتمام بكل تفصيلة فى حياتكم 

فكيف تحلم بحياة مختلفة وتقطع وعوداً تفعل ما يكذّبها يومياً !! 

أنت لن تقدّر هذا الشخص المجهول الذى تتمناه 
ولن تحب حبه لك 
إنك ستختنق بحبه .. وستعاقبه علي هذا الحب مراراً وتكراراً
إنك ستشتاقه حقاً - لا أُنكر عليك ذلك- ولكن حتى تمتلكه ... وعندما تمتلكه ستزهده 
لم تدركوا عن أى قصة حب أتحدث ؟! 
قصة الحب المثالية الوحيدة فى حياة كل منا .. حب 'أمك '
أمن أجل الأم كل ذلك !!


ومن غيرها يستحق شيئاً !! 
وأين ستجد أو ستصل بك أحلامك لحب مثل حبها ولإهتمام مثل إهتمامها ! 

هل تبادلها نفس الحب ؟ هل تقدر إهتمامها وقلقها عليك ؟ 
هل تقدر أن كل ماتفعله نابع من حبها فقط !! أم تعاقبها يومياً علي هذا الحب ! 
هل تعطيعا حقها على الاقل عندما تهاتفك لا لشىء إلا لتطمئن عليك ؟!
أم تتأفف وتثور وتغضب .. لأنه ليس الوقت المناسب أو لأنها المرة الخامسة أو السادسة لنفس اليوم ! 
هل تقدّر قلقها عندما لاتجيبها فتهاتفك بالمئة مرة !! أم تصرخ بمجرد محادثتها لأنها "تغالي في القلق والاهتمام " ! 

- ولكنها حقاً تغالي بحبها .. درجة الإختناق 
أثبت لتوك صحة كلامي فإنك تعاقبها لحبها لك .. فهذه تهمتها الوحيدة

لكل منا طريقته في الحب والإهتمام.. فكيف تطلب حباً ملحمياً وعندما يأتي تغضب لأنه فعلياً كما تمنيت !!
أوفوا أحبائكم الحاليين حقوقهم قبل أن تتمنوا غيرهم 

فلا تكونوا نسخة مكررة لمن قال (( تمنيته ولما امتلكته .. زهدته ))