.. أتنفس سريعا .. ولا تحملني قدماي .. يصبح قلبي ككتلة صخر أتمنى لو أنتزعه من صدري وألقيه بعيدا لأتخلص من ثقله .. أعرف جيدا ما يحدث لي
أول مرة ظننت أنني سأفقد وعيي .. ولكن يا ليت ذلك ما يحدث .. ليس الأمر بهذه الرفاهية .. سيظل ملازما لي أينما ذهبت وأيما فعلت .. أتذكر أني كنت ألف يدي حولي وأضغط على مكان الثقل حتى أستطيع النوم
أن أستيقظ معناه أن أحمل هذا الثقل ليوم آخر .. في الأيام الأولى كان لدي من الطاقة ما يكفي لأحمله .. حتى وهنت .. وأصبحت أحمل هم إقناع نفسي أنه مجرد يوما آخر .. سيمضى هذا أيضا .. ستواجهين أسألتهم بأنه دور برد أو أنك لم تنام الليلة الماضية جيدا
أنت فعلا لم تنام الليلة الماضية سريعا .. لا تعمل آلية ضغطك بيدك على قلبك حتى يهدأ سريعا للأسف
وأنت أيضا لم تستيقظي بسهولة .. لم تقتنع نفسك بسهولة بأنها تملك طاقة كافية لحمل الثقل اليوم
سيتحدث الآخرون عما يجب فعله .. سيتحدثون عن الوقت كعدو ضد قائمة ما يجب إنجازه
بينما ترددين .. سأحمله هذه الساعة أيضا فقط .. ساعة أخرى ستمضي ويقترب انتهاء اليوم .. سيدور كل يومك عن كيف أحمل ثقل نفسي ساعة أخرى!
لا تتذكرين جيدا كيف بدأ الأمر .. يبدو الأمس كأنه كان البداية .. ويبدو اليوم كأنه الأبد .. وها أنا عالقة ..
ماذا كنت أشعر قبل هذا الثقل الذي يطبق على أنفاسي؟
كنت أجوع .. سأتناول من الطعام ما يفوق وزن الثقل فأشعر بشيء آخر
كنت أقابل الأصدقاء.. سألقاهم كلهم دفعة واحدة حتى يفوق عددهم عدد أنفاسي السريعة
كنت أتكلم كثيرا .. سأتكلم بصوت عال في أمور لا تهمني على الإطلاق ولكن قد أشعر بصداع بدلا من الثقل؟
ربما إن حدثت شخص آخر عنه قد يحمله معي .. كيف تحدث غيرك أن يحمل شيء ليس بين يديك ليراه .... ملامحك تبدو كالآخرين تماما
كيف أخبر شخصا .. أنه بينما يحقق الآخرون أشياء .. كنت أحمل نفسي!

