وصنعت الضحية الجاني

تدوينة بقلم ريم محمد يوم الجمعة, مارس 25, 2016

"المرأه في المجتمع العربي جاني أم ضحيه"

اعتقد السؤال ده اكتر سؤال شغلني في حياتي من ١٠ سنين في فتره المراهقه مكنتش هتردد للحظه في الاجابه و كان ممكن تلاقي نبره مستهجنه اصلا ازاي تقول ان فيه احتمال اصلا الست تبقي جاني في المجتمع العربي .. كنت بدافع دفاع مستميت و حاسه بقدر رهيب من القهر لمجرد ان في يوم هكبر و هكون ست مقهوره في المجتمع ده بس ببعض النضوج و بمرور الوقت اكتشفت الحقيقه الاكبر هو ان الانسان سواء رجل او مرأه هو كائن بيمتلك حريته امتلاك كامل و هو المسؤول تماماً عن القدر ال بيسيبه من حريته في ايد المجتمع و الآخرين تحت مبررات كتير زي (( ما كل الناس كدا )) او (( مش عاوزه يتقال عليا كذا )) او (( انا مش حمل ادخل في حرب او حتي مواجهه مع المجتمع )) تعالو نشوف بعض النماذج المنتشره في مجتمعنا ال قابلتهم كتير طول حياتي وقابلتهم اكتر في جلسات العلاج النفسي:

"وصنعت الضحية الجاني" .. تدوينة بقلم ريم محمد على موقع الشلة دوت كوم

١- ست ضحت بحياتها ماديا و جسديا عشان الزوج .. بعد مرور ١٠ او ٢٠ سنه شايفه انها تنازلت كتير و ضحت بانوثتها لانجاح الأسره و مش لاقيه مقابل .. حاسه باحباط شديد وانها مستهلكه ومش قادره تكمل .

٢- بنت مخطوبه او مرتبطه بشاب بيتحكم في مواعيد دخولها و خروجها و طريقه لبسها و طريقه تفكيرها و بيحجم طموحها بما يناسب حياته و احلامه حاسه انها مضغوطه و مظلومه و متحجمه .

٣- طفله بتعاني من تفرقه بينها و بين أخوها فتبتدي يبقي لها ميول ذكوريه في طريقه كلامها و لبسها . الأم بتشتكي (( مش حاسه اني خلفت بنت ))

للوهله الأولى هتشوف التلات نماذج المنتشرين بشكل رهيب في مجتمعنا كائنات مظلومه .. بس تعالوا نركز في كل حكايه ونشوف مين السبب؟

- النموذج الأول: الست دي وال بتمثل قطاع كبير من سيدات المجتمع العربي بدأت علاقتها بالزوج بانها بتقدم للعلاقه ال محتاجه ١٠٠٪‏ عشان نجاحها ٨٠-٩٠٪‏ و الزوج من منطق (( مين يلاقي دلع و ميتدلعش )) قدم ١٠-٢٠ ٪‏ بس لنجاح العلاقه لانه لقي الزوجه شايله الباقي .. فضلت الزوجه- ال هي كائن حي بالمناسبه و عنده قدر محدود من الطاقه- تقدم النسبه المهوله دي للعلاقه لحد مطاقتها نفذت حست انها مستهلكه ابتدت تطالب الزوج انه يقدم ٥٠٪‏ زي اي علاقه سليمه .. بس الزوج اتعود و معدش عارف ازاي ممكن يدي اكتر من ١٠-٢٠٪‏ مين الغلطان هنا ؟؟

- النموذج التاني: ولد ارتبط ببنت بدأ يختبر المساحه ال ادتهاله من خصوصيتها و حريتها و فكرها .. لقي ان معندهاش مشاكل يتدخل في طريقه تفكيرها .. معندهاش مشاكل يتدخل في لبسها .. معندهاش مشاكل يشكل احلامها .. بتبررله كل تصرفاته باسم الحب والاهتمام (( اصله بيغير زياده )) (( اصله عاوزني له و بس عشان كدا رافض شغلي )) ((اصل الانوثه اني اقول حاضر و نعم و بس )) .. لو للحظه و هما لسه في بدايه علاقتهم البنت دي رسمت حدود للتدخل ده كان ايه ال هيحصل ؟ لو البنت دي دافعت للحظه عن فكرها ورسمت الاطار ال حوالين تلافيف عقلها هل كان كل ده هيحصل ؟ مين الغلطان ؟

- النموذج التالت: أم بتستخدم المصطلحات دي مع طفله لسه معندهاش وعي باي فروق جنسيه بينها و بين اخوها (( متلعبيش في الشارع هو ولد يلعب عادي )) (( تعالي حضري معايا الغدا اكيد مش هخلي اخوكي ال يعمل ده )) (( مفيش خروج بليل انتي بنت )) (( البنت تقعد هاديه و متتنططش )) (( يارب تكبري واشوفك عروسه )) بعد ما الأم حصرت البنت من طفولتها في دور اللعبه ال بتكبر و تهيأها للجنس و الأعمال المنزليه بس و البنت لقت نفسها محرومه من أغلب رفاهيه الطفوله لمجرد انها (( بنت )) و لقت نفس الحقوق دي مكفوله للأخ لمجرد انه (( ولد )) .. هل نستني من البنت دي تطلع شخصيه سويّه !! للأسف البنت دي غالباً مش هتكون شخصيه سويه يااما هتعافر شويه و بعدين تهبط و تتحول لنموذج مكرر من المرأه العربيه و تكبر و تبقي النموذج التاني و تكبر و تبقي النموذج الاول .. يااما هتشذ تماماً و تفضل بميول ذكوريه ممكن توصل للشذوذ .. و الاحتمال النادر انها تحارب كل ده و تنجح و ده ال أتمنّاه لأن الدايره ال دخلتها مكنتش من صناعتها تفتكرو مين ال حطّها في الدايره دي ؟ مين الغلطان ؟؟

النماذج اللي اتكلمت عنها متكرره و أكيد كلنا بنشوفها كل يوم في حياتنا .. محتاجين قبل منحكم علي المجتمع بالظلم نفتكر اننا احنا ال بنخلق المجتمع و الظروف .. محتاجين نفتكر مين ال بيتكلم على النموذج الأول و يخليها تشوف الأصاله في التنازل و ال بيخلي النموذج التاني يشوف الأنوثه في السكوت و ال بيخلي النموذج التالت يشوف التربيه في القهر .. الست في المجتمع العربي مش ضحيه .. الست في المجتمع العربي هي ال صنعت الجاني و حبت دور الضحيه فقررت تكمل .. الست في المجتمع العربي محتاجه تعرف انها (( تستاهل )) و محتاجه تبطل تبقي كرباج بيجلد كل ست تانيه بأحكامه الغير منطقيه .. محتاجه تاخد حقها من فوق الطربيزه و متفضلش تاخده من تحتها لانه حقها ولانها طول مبتتلوى عشان توصل لحقها هيفضل المجتمع ميعترفش بيه انه (( حق )) .. الست في المجتمع العربي محتاجه تتنازل عن دور الضحيه ..