تدوينة مشتركة من محمد شعبان الجندي وريم محمد
اتفضل يا حماده .. الشيزلونج مكسور .. وبيتصلح .. نقضيها كراسي اول مره
شاب عشرينى ذو شعر كثيف لم يعد يهتم به منذ فتره, يرتدي عوينات تخفى أنفه البارزه -التى عانى معها كثيراً- لعينين ضيقتين بمجرد ان ننظر فيهما نستشف ما يعانيه بداخله من صراعات وتقلبات مزاجية لكن عندما تطيل النظر فى عينيه تدرك انه ينطوى بداخله قلب هش يرتجف ويتأثر ولو بأقل القليل كموج بحر نقف على شاطئه نرتاع لتتابع موجه المتلاطم لكن عندما ننظر بعيدا فيه ندرك هدوئه واضطراب سكونه بأى حركه مفاجئة
دخل بخطوات هادئه خجوله مكتب عيادة طبيب نفسي بعد انتظار لم يهتم به .. ألقى نظره متفحصه حوله يبحث عن الشيزلونج المعتاد فى العيادات النفسيه كما أسسها فى عقله موروث الافلام المصريه القديمه المولع بها .. لكنه لم يجد غير طبيب مبتسم قائلا له
اتفضل يا حماده .. الشيزلونج مكسور .. وبيتصلح .. نقضيها كراسي اول مره
" اومأ برأسه مع ابتسامة اعتاد على اصطناعها وجلس على كرسي أمام مكتب الدكتور "
- قال دكتور مصطفى . بنبرة ثابتة . حماده إبراهيم . طالب فى السنه النهائية لكلية الصيدلة ..
ونظر إلى حماده . الصيادلة تاعبنا اوى يا حماده .. نكتب دوا يصرفوا البديل .. ينفع كده
نظر إليه حماده . وابتسم ابتسامته المعتادة : لا ما ينفعش يا دكتور
كان الطبيب يحاول أن يزيل بعض من التوتر المصاحب لمريضه بهذه الكلمات وأثناء ذلك كان ينظر إلى حماده نظرة الطبيب لنفسي الخبيرة . جلسته . تعبيرات وجهه . حركات يديه .. وجد بها بعض التوتر
هنا نظر إلى حماده قائلا له مع ابتسامه ودوده : بتعمل ايه فى الدنيا يا حماده .. وايه وصلك انك تيجى لدكتور نفسي . " تذكر الطبيب فى تلك اللحظة تعليق زوجته على هذا السؤال عندما كان يمثل معها دور الطبيب النفسي والمريض مع بداية تعارفهما . ايه يا مصطفى انت كده بتهرب الزباين " ..
حاول حماده ان يزيل التوتر عن نفسه .. مذكرا نفسه بأنه جاء ليتحدث . ليخرج كل ما يختلج فى صدره
قال بنبرة حاول جمع فيها كل سخرية ومرارة الفتره السابقه
-تعرف الزونس يا دكتور !؟
- عرفنى عليها يا حماده... هنا ابتسم حماده لأول مره ابتسامته الطبيعيه الصافية الهادئه
- الزونس دى مشكلتى فى الحياه يا دكتور .. بتمرمطنى
الموضوع بدأ بينا من وانا عندي ١٦ سنه .. فترة المراهقة بقى .. " هنا قال - فترة بنت كلب - بنبرة ظن أن الدكتور لم يسمعها "
.. و دي كانت اول مره اترمى فيها فى زون و كانت الـ Friend Zone. ماكنتش اعرف وقتها أن اسمها كده الصراحه
اللى رمتنى فيها كان اسمها ندا .. كنا اصحاب عادي .. كل الكورسات بناخدها سوا .. كورس عربى ماشى . كورس مزيكا شغال . اه المزيكا .وصل بيا الحال انى اشتريت جيتار مخصوص عشان أحضر معاها الكورس .
وانا اصلا طول عمرى بحب الطبلة .. بس قولت مش مشكله . المهم نكون سوا .. كنت بقضى معاها وقت كبير جدا من غير ما أحس
بدأت مشاعري تتحول ناحيتها حاولت بكل الطرق أقرب منها وتعرف انى بحبها و اطلع من الزون دي بس منفعش كانت بتيجي تحكيلي عن كل واحد تحبه و تفركش معاه بطريقه او بأخري . مره زميلنا ف الكورس . مره مدرس اللغه . الجزمه وصل بها انها جات تقولى بحب موظف شركة النت اللى شافته مره واحده
محطتنيش في احتمالاتها مش عارف ليه .. مع أنها كانت دايما بتقولى انت أمور .. غالبا كانت بتتريأ عليا .. وكل شويه تقولى جمله - كانها كانت بتقصد تنكد عليا دايما - (( انت زي اخويا عشان كدا بحب احكيلك انت بس كل حاجه عن حياتشي انت الوحيد في الكون ال عارف كل قاذورتشي )) وصلتلها بكل الطرق اننا مش اخوات واننا مش راضعين على بعض و ان العيلتين عمرهم ماكانو جيران وان كل الاحتمالات الجينيه تنفي اننا ممكن نكون اخوات بس مفيش حاجه نفعت و فضلت على وضعى في الـ Friend Zone لحد ما اتخطبت لمهندس جاي من الكويت بيقول خبز وسياره . كان ممكن اقولهم انا كمان عادى والله . المهم تحبنى
و ردمت الفريندزون و رشت ميّه عشان الباشمهندس بيتقمص ..
كمّل يا حماده ...
أكيد اتعلمت من وجودك في الزون دي و خرجت لعلاقه أنضف ... عشان انت تستحق يا حماده
- اتعلمت او اتعلم عليا بمعنى اصح . لحد مبقي عندي ٢٠سنه كنت لسه طالع من الـ Friend Zone معرفش اي حاجه في الدنيا زي اي شاب عاوز حنونّه نفسه يبقي في ((بنحب بعض زون )) .. بس برضو ربنا ما ارادش و دخلت في علاقه جديده مع زميلتي في الجامعه بدأت بسف كتييير .. كنت بسف عل اي حاجه عشان اعجبها لانها كانت سف Seeker كانت بتدور عل سف في اي حاجه و عل اي حاجه و انا بالنسبه لها بقيت الديلر ال بيعرف يالش. .
و يسف عل كل شئ في الكوكب لحد مقررت اواجهها بمشاعري وقتها اكتشفت زون جديده وهي (( بتضحكني Zone )) قالتلي ووشها عل شكل ايموشن LOL (( انا فعلا بموت من الضحك وانت معايا بس انت بتضحكني بس يا حمادزه بتضحكني فاااااشخ )) وانتهت العلاقه مع اخر كلمه قالتهاو يسف عل كل شئ في الكوكب لحد مقررت اواجهها بمشاعري وقتها اكتشفت زون جديده وهي (( بتضحكني Zone )) قالتلي ووشها عل شكل ايموشن LOL (( انا فعلا بموت من الضحك وانت معايا بس انت بتضحكني بس يا حمادزه بتضحكني فاااااشخ )) وانتهت العلاقه مع اخر كلمه قالتها (( فااااشخ )) ... هنا دندن حماده مع نفسه " ضحكت تانى نفس الضحكه وقامت ماشيه .. وبكيت انا على الأطلال "
- معلش يا حماده معلاهش .. لو اني عارف اني معلش مش هتمعلشك بس كمل ..
- من حسن حظي ان وجودي في ((بيضحكني Zone )) مطولش عشان ابتديت احسني لزج ... قابلت انسانه جديده كانت بتحب واحد و كان راميها في ((انا بحسك زي بنتي Zone )) فقلت يمكن وجودنا في مناطق مشابهه يقرب المسافات يمكن مرورنا بنفس التجارب والصدمات .و اننا وقتها كنا (( احنا مكتئبين زي بعض Zone )) هيخلي العلاقه تظبط و ألاقي حنونّه اللى ياما دورت عليها .. في الأول كانت متقبله وجودي بتقرب أد مبقرّب .. بنسمع لمصطفي كامل سوا .. بندندن لمحمد محيي سوا .. بنشتري مناديل كتير سوا .. الى ان بطريقه أو بأخرى برضو اكتشفت انها لسه بتدور عل ال رماها في ((انا بحسك زي بنتي Zone )) و لسه بتجري وراه .. لحد ماقالها انه ابتدي يحس بمشاعر نحيتها و مشت بكل هدوء و سابتني لوحدي مع هاني شاكر و مصطفي كامل و محمد محيي وهاند فرى في اوضه واحده ضلمه .. و هنا اكتشفت انها مكنتش حنونّه واني كنت في زون جديده الا و هي ال (( استبن Zone )) ..
- مش عارف اقولك ايه فعلا .. طيب ليه محاولتش تستبدل العلاقه دي بصداقه مثلا مع شباب زيك لحد متلاقي حنونّتك ؟؟
- يااااه فكرتني ب شادي ..
- مين شادي ؟؟
" رجع حماده بظهره فى الكرسى ونظر فى الفراغ وبدأ يتحدث ويعلو وجهه ابتسامه طفوليه "
-شادي كان أنتيمي في الجامعه .. طويل عريض .. سكس باكس .. دقن خفيفه .. كل صوره و هو خارج من البيسين و بينفض الميه من على شعره .. كل البنات بتحطه في (( انا بعشق اهلك زون )) و رامي نص بنات الجامعه في الفريندزون ومش من مقامى زون... كنت بغير منه احيانا بس كان جدع وكنت بشوف ان ماتشات الكوره و البيس و القهوه بتعوضني عن وجود حنونّه .. لحد مظهرت شيري .. شيري كانت صاروخ الجامعه بنت طويله كيرفي شعرها كيرلي مبتقولش غير (( بيجاد ؟؟ OMG )) نص الجامعه كانت بتجري وراها بس انا مكنتش بحاول مش زهد أد ماهو اللى فشل مع سوسن و سعاد مستحيل شيري تفكر فيه .. بس على عكس اللى تخيلته ابتدت تقرب مني جدا و تكلمني و تسأل عليا .. وشي كان بيترسم على شكل قلب كل ما اشوفها و فراشات فوق و عصافير تحت و ايه وااااالعه .. لحد ما جت في يوم وقالتلي (( حمادزه انا حابه اعترفلك بحاجه )) كنت عل اهبه الاستعداد أأكد للكوكب اني لقيت حنونه لحد ماكملت الجمله (( انا بحب شادي اوي و هو مش حاسس بيا و نفسي توصله ده )) في اللحظه دي أدركت اني في ال (( اريال Zone )) المنطقه ال عمري متخيلت اني اكون (( دويقه الـ Zones )) والله وقتها وشي اتحول لـ Flat Foot ومن يومها مرجعش ..
" ساد صمت داخل مكتب عيادة دكتور مصطفى كسره الدكتور قائلا :
- تعرف (( يوغتى زون )) يا حماده !؟
-جديده دى يا دكتور . ما عرفهاش
ضحك دكتور مصطفى قائلا بسخرية
- أنا لسه عارف بوجودها دلوقتى يا حماده بس قبل ما قبل ما أقولك ايه هى لازم تعرف ان فيه اللى عدا ب الاسوأ منك يا حماده عشان يفضل عندك أمل .. من ٢٠ سنه وانا طالب في الكليه كنت قلبظ الجامعه الشاب القصير الهلهوطه الحاجه الوحيده فيا اللى بتمثل اغراء لأي بنت كانت خدودي.... مصطفى خدود تخيل كل مابنت تحاول تقرب مني واستني منها اي مشاعر تقولي (( يوغتي )) انا كنت حاسس اني بنت أخت كل بنات الدفعه .. صدقني كل اللى مريت بيه أهون من (( يوغتي Zone )) يا حماده .. انا لحد اللحظه دي مطلعتش منها يا حماده حتى بعد ما اتجوزت
- لا يا دكتور انا مفيش أسوأ من حالتى, عشان كده أسست Zone خاصه بيا وعايش فيها ملك .. هي الـ Forever Alone Zone

