صراع مع لذة الحياة

تدوينة بقلم Unknown يوم الأحد, فبراير 07, 2016
صراع مع لذة الحياة بقلم محمد شعبان الجندي - الشلة دوت كوم


انسان يصارع الحياه داخله بكل ضعف .. يبحث عن الهداية والضلال والفناء فى آن واحد .. يكره نفسه بكل ما يعرفه عنها . .. ويحاول جاهدا ان يحبها غيره .. ويحاول جاهدا بروح الشيطان داخله أن يظهر فى الدور الملائكى .. يكره وجوده وخلقه فيبحث عن وسيله لتدمير نفسه فيفشل برغم قوة الرغبة والإرادة .. برغم عزم التصميم .. فيجبر على مصير الحياه .. يجبر على تنفيذ القدر الحتمى فيدخل دائرة الصراع المعذب ويضطر ان يقنع نفسه ويخدعها بأنها قادره على ان تكمل بكل مساؤها. لأنه لا مفر لنفسه غير أن تتنفس . ويموت هو بالطريقه التى فرضت عليه مثلما فرض عليه وجوده ... يدور فى فلك الكون مع نسخ مكرره من الأنفس الهشه المتمسكه بسراب الحياه بأياد مرتعشه .. تترقب تفاصيل النهايه المتوارثة أحداثها من أشخاص الفناء المنشود مصيرهم الحالى

صراع مع لذة الحياة بقلم محمد شعبان الجندي - الشلة دوت كوم

نفس ضاله تائهه كطائر عاص ليس له وجود على سفينة نوح .مقتنع أن نهايته الهلاك .. مقتنع ان النعيم ليس مقدر له - بعد الطوفان - مهما تعب وتضرع الى خالقه ف فهو لم يكن من المختارين مع بداية تدمير الكون يكمل الحياه بضحكات مصطنعه واوهام تحقيق أهداف حياته . أوهام الوصول إلى النجاح ..نجاح فرحته زائله .. يتبخر تأثيره ويتهاوى معنا فى قاع الملل .... يرتكب خطايا ويبرر لنفسه انها عن دون قصد .. و يتقرب إلي خالقه بعمل صالح مشكوك فى نيته من وراءه فيدخل فى دائره من التوبه اللانهائية .. ويقنع نفسه ويتباكى ويتضرع إليه صدقا من شدة الكذب انها التوبه الاخيره .. لماذا يتناسي ان نيته فى فعل الخير تفسدها دائما مساوىء روحه .. مساوىء روحه التى تحجب مرور شعاع الخير وثواب فعله إلى جنة الأتقياء ... يتضرع إلى الله بقلب مضطرب ونيه يشوبها التمسك بلذة الحياة . ان يكن الفناء مآل روحه .. هل هذه هى النهايه التى تتمناها فعلا .. هل تتناسي كل الحيره التى بداخلك والصراع القائم بين لذة الحياه وراحة الفناء .. هل تتناسي الخوف من مصيرك بعد الفناء .. 

اقتنع بداخلك بأنك شخص آثم .... لا وجود لفرحة دائمة ونعيم مطمئن بتلك النفس ..هذا هو مبدأك الثابت فى الحياه فأخلص للفناء واجعله وجودك الحتمى الذى تفرضه على مصير روحك مثلما فرض عليها وجودها ..

صراع مع لذة الحياة بقلم محمد شعبان الجندي - الشلة دوت كوم